الاقتصاد السياسي هو فرع من فروع الاقتصاد، يدرس العلاقة بين السياسة وعالم الأعمال.

حيث تنعكس قرارات صناع القرار السياسي على كل جوانب الحياة، ومنها الاقتصاد.

ويظهر ذلك جليا هذا الدور من خلال القرارت السياسية المتعلقة بالضرائب، والنفقات الحكومية، والتنظيم الاقتصادي وكل هذا ينعكس مباشرة على نمو واستقرار الدول.

وقد يلعب القرار السياسي دورا حاسما في الأزمات الاقتصادية مثل إعلان الحرب والحصار، الذي قد يسبب أزمات مالية بارزا تنعكس بدورها على كل مجالات الحياة.

وتلعب الدراسات المتعلقة بالقرار السياسي ونظريات الاقتصاد، وكذا علاقة هذا الأخير بالأسواق الدولية والشركات وكذا الأفراد، دورا حاسما لفهم هذه العلاقة المعقدة بينهما.

وهنا يبرز لنا أن مفهوم الاقتصاد السياسي هو ذلك المفهوم الذي يوضح العلاقة بين المواضيع التالية :

1) توزيع الثروة

ويمكننا فهم ذلك من خلال دراسة الكيفية التي يتم من خلالها توزيع الثروة والدخل داخل الدول، وكيف يلعب القرار السياسي دوره في مدى العدالة في توزيع الثروات، من قبيل مؤشر الفساد الاقتصادي الذي يكشف السياسات الاقتصادية للدول ومدى نجاعتها.

2) قوة الاقتصاد وعلاقتها بالسياسة

لا شك أن المال يلعب دوره في قوة الدول، حيث أن نزاهة الحكومات وعملها المباشر ينعكس على كل المصالح داخل حدود كل بلد، حيث تشكل السياسة النقدية طرق التعامل مع السوق ومدى تدخل الحكومة في مجال الاقتصاد، كما تلعب الازمات السياسية دورا هاما في الاقتصاد من أزمات وركود تستوجب لدراستها الالمام بمعرفة الاقتصاد السياسي.

3) العولمة الاقتصادية سياسة عالمية

  تشكل العولمة هاجسا اقتصاديا مهما لكل من يحاول فهم الاقتصاد السياسي حيث تؤثر العولمة على كل السياسات الاقتصادية الدولية، ما يجعل هذه الهيمنة تتطلب تحليلا شاملا لهذا النظام وهذا ما لا يمكن فهمه بدون دراسة خاصة للاقتصاد السياسي.

4) المدارس والنظريات التي درست الاقتصاد السياسي

  يعرف العالم عدد من المدارس التي تختلف في الجوهر وتتفق في الأساس ، لا اقتصاد بدون سياسة اقتصادية، وهذا ما فسره الماركسيين على ان التاريخ يحركه المال والمصالح الاقتصادية، اما الراسمالية فكانت ومازالت ترى ان اقتصاد السوق هو افضل نظام عرفته البشرية، وهذا التحليل السياسي للاقتصاد هو نتاج للتحليل الذي يقع بناء على معرفة كل مدرسة بوجهة نظر حول الاقتصاد السياسي.

خلاصة

يظهر لنا بشكل جلي أن الاقتصاد السياسي هو مفهوم عام ومجرد، يدرس تفاعلات ما هو اقتصادي بكل من حركة التاريخ والسياسة وعلاقتها بالثروات وتوزيعها ومدى نجاعت السياسات الحكومية في مجال الاقتصاد، وكيف يؤثر القرار السياسي بشكل مباشر في الاقتصاد، وهو ما قد يطرح لنا عدة تساؤلات، حيث شهد العالم على مر التاريخ وجهات نظر كثيرة، غير أنها جميعا تتفق أن الاقتصاد الهش هو نتيجة لسياسة هشة وأن الاقتصاد المزدهر هو نتيجة حتمية لسياسة اقتصادية حكيمة وأن كل ما هو متعلق بهذا المجال يمكننا دراسته من خلال الاقتصاد السياسي.