بلاد الحبشة أو اثيوبيا ، هي دولة إفريقية متعددة الأعراق والأديان ، تقع في منطقة القرن الإفريقي ، وهي دولة غير ساحلية ، الشعب الإثيوبي يعتبر من بين أقدم الشعوب في العالم ، كما تتعايش أقليات متعددة في بلد عريق ومتجدر في قلب إفريقيا ، عدد سكان اثيوبيا يقارب ال110 مليون نسمة.
وهذه الدولة متعددة اللغات لكن اللغة الأمهرية هي الأكثر حضورا ، كما انها لغة الدولة الرسمية ، العملة الاثيوبية هي البير وتعادل 0,021 دولار أمريكي ، جهزو حقائبكم وهيا بنا نسافر إلى إثيوبيا ونكتشفها معا .
تاريخ أثيوبيا
ارتبط تاريخ اثيوبيا بعلاقة طويلة مع التاريخ المصري القديم ، ورغم ان هذه الارض كانت مستوطنة بشرية منذ العصر الحجري ، إلا أن الوجود الاثيبوبي كما نعرفه الأن قد بدأ مع مملكة أكسوم ، وقد بدأت المسيحية في الانتشار خلال القرن الثالث للميلاد ، وهذا الإنتشار لهذه الديانة شكل تاريخ اثيوبيا الحديثة.
مع ظهور سلطنة عفر الإسلامية بدأ هذا البلد يتحول مجددا نحو وجهة مختلفة ، اثيوبيا بلد بتاريخ متعدد الأقطاب بين ديانات مختلفة وحضارات عابرة وأخرى مستوطنة ، وكل هذه الثقافات تركت إرثا حضاريا يستحق الاكتشاف ، كما أن هذه الدولة الإفريقية هي موطن لأقدم هيكل بشري معروف، مع تاريخ متجدر بالاستقلال ، فإثيوبيا ليست بلدا يسهل أحتلاله .
الثقافة الاثيوبية
مع خليط عريقي ولغوي تعيش اثيوبيا على إرث ثقافي شامل ، هذا البلد يعرف تنوعا كبيرا بين مكوناته البشرية ، وهذا التنوع ينعكس على مختلف أنماط العيش المحلية ، فكل شعب يتميز عن باقي الشعوب الاثيوبية ، الأورومو والأمهرة هم الأغلبية في النسيج الاجتماعي في هذه الدولة.
وهذا ينعكس بشكل عام على الثأثير الثقافي لهاتين العرقيتين ، وبصفة عامة فإن الديانة المسيحية والإسلامية أيضا تشكلان معا الوجه الثقافي لهذا البلد ، حيث نجد أثرها واضحا في اللباس والطعام والموسيقى ، ووسط كل تلك الثقافات المتعددة.
هناك طابع إفريقي هو الغالب ، فإثيوبيا هي واحدة من أكبر الدول الإفريقية ، مع وجود نمط عيش إفريقي غالب في كل الأنحاء .
المعمار الاثيوبي
المعمار الاثيوبي هو مزيج بين عدت أنواع من العمارة ، وتعد حضارة أكسوم اكثر الحضارات الإثيوبية ثاثيرا في فن العمارة ، حيث بنية العديد من المنازل والقصور والكنائس على الطراز المعماري القديم لإثيوبيا ، و هذا الطراز يعتمد أساسا على مكونين هما الخشب و الحجر ، لكن في الفترة الحالية لم يعد هناك أهتمام كبير بالنمط المعماري الثقليدي ، حيث أصبحت العمارة الحديثة هي المسيطرة في مختلف أنحاء البلاد .
المطبخ الإثيوبي
حافظ الشعب الاثيوبي لاجيال على ثقافة الاكل المحلية ، وفي عصرنا الراهن مازلت تلك الثقاليد الغذائية منتشرة في كل إثيوبيا ، يأكل الشعب الإثيوبي كل شيء بخبز الإنجيرا ، وهذا الخبز يؤكل مع كل شيء .
ويعرف الشعب في هذا البلد بحبه للأطعمة الحارة ، وهو ما نراه بارزا في مختلف الأطباق المحلية ، فإن كنت من محبي الطعام الحار فهذه الدولة مكانك المناسب ، أما إن كنت لا تطيق الاكل الحار فإنك ستعاني كثيرا وتحرم من تجربة الطعام الإثيوبي الذيذ .
السياحة في إثيوبيا
إثيوبيا بلد سياحي واعد ، إذ أن الحكومة الإثيوبية بدأت تهتم بالسياحة منذ وقت قريب فقط ، بمؤهلاتها الطبيعية والثقافية ، تعد السياحة في إثيوبيا أمرا هاما ، فهذه الدول تستحق الزيارة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، حيث تجد كل ما قد يمنحك تجربة سياحية فريدة.
بفضل تنوعها الثقافي والعرقي تكتنز إثيوبيا إرثا إفريقيا عريقا ، وهذا ما قد يغري الملايين لزيارة هذا البلد ، كل شيء في إثيوبيا يحمل تاريخا خاصا ، فأنت بزيارتك لهذا البلد ستشعر بالإختلاف ، بداية بالتقويم الإثيوبي المتأخر مقارنة بما هو عليه في كل انحاء العالم ، وذلك تبعا للكنيسة الأرثوذكسية الشرقية.
إذ أن عدد شهور السنة في هذه الدولة ليس 12 شهر ، بل 13 شهرا وهو حساب كنسي ، لذلك لا تستغرب كثيرا من هذا الأمر ، وأمضي في رحلتك لتكتشف ما هو أغرب .
المواصلات في اثيوبيا
مثل باقي الدول الإفريقية توجد مشاكل في التنقل داخل إثيوبيا ، لكن هذه الدولة تتوفر على بنية تحتية تتطور باستمرار نحو الأفضل ، هناك مطارات في مختلف المدن المهمة.
إضافة لشبكة القطارات الممتدة ، والطرق العامة مع حافلات ومختلف أنواع المواصلات ، قد يواجه الزائر إلى إثيوبيا مشكل الإزدحام في النقل العام ، ولذلك فإن تأجير سيارة يعد الخيار المثالي للتناقل وسط المدن .
الفنادق في اثيوبيا
الفنادق في اثيوبيا رخيصة نسبيا مقارنة بما تقدمه من خدمات ، لذلك يعد هذا البلد مناسب لمن يريد السياحة وتوفير المال ، كما تتوجد فنادق متنوعة بعضها مصنفة والأخرى عادية.
تختلف جودة النزل حسب موقعه وتكلفة الليلة ، إذ تتواجد خدمات مثل الفطور المجاني وشبكة الواي فاي في الفنادق المتوسطة ، وبشكل عام لن يجد السائح أي مشاكل في المبيت داخل هذه الدولة .
المطاعم في اثيوبيا
تنتشر المطاعم الشعبية في مختلف المدن ، وهي تقدم وجبات محلية متنوعة ، إضافة لمطاعم خاصة تقدم اللحم النيء ، وبدون استغراب يحب الشعب الاثيوبي أكل اللحم النيء ، وقد ينتظر منك مرشد رحلتك أن تجرب الأمر أيضا ، إذ يعد تناول اللحم النيء من أبرز تجارب الطعام في إثيوبيا.
مع وجود مطاعم جيدة وأخرى عادية ، أنصح محبي مغامرات الأكل أن يختارو جيدا قبل خوض هذه التجربة ، وبالطبع فلا أحد سيجبرك على ثناول شيء تريده ، وإذا رغبت في لحم مشوي فإن في إثيوبيا واحد من بين أفضل انواع اللحوم في العالم.
فالابقار هناك تأكل عشبا طبيعيا وترعى في مراعي خصبة ، تجربة الطعام الإثيوبي هي واحدة من اهم الأشياء التي ستدفعك لزيارة هذا البلد .
المدن السياحية في إثيوبيا
تعتبر عاصمة إثيوبيا المعروفة بإسم اديس أبابا ، واحدة من المدن العالمية المعروفة باكتشافاتها الأحفورية ، فهذه المدينة بنية فوق كنز من الأحافير القديمة ، ولمحبي المعمار الإثيوبي فإن مدينة لاليبيلا مقصدا لا مثيل له ، حيث توجد كنائس منحوتة داخل الصخور.
كما توجد مدينة أكسوم التي مازالت شاهدة على تاريخ هذه الدولة ، كما أنصح عشاق الطبيعة بزيارة منتزه سمين الوطني ، فهو موطن للعديد من النباثات والحيوانات البرية ، كما تتميز أثيوبيا بتنوع عرقي ، يجعل الزائر القادم إلى هذا البلد يشعر أنه زار بلدان كثيرة في نفس الرحلة .
خلاصة الرحلة في اثيوبيا
إذا كنت تبحث عن تجربة سياحية إفريقية خالصة ، فإن زيارة إثيوبيا يجب أن تكون ضمن قائمتك السياحية ، ليس فقط لوجود هذا البلد الإفريقي في منطقة تظم أعرق الحضارات التي مرة على هذه القارة ، بل لأنك ستجد هنا أجمل التجارب السياحية ، مع تقاليد مختلفة باختلاف أديان وأعراق الشعب الإثيوبي .