للنجاح وصفات، ويقال أن الالتزام والمواظبة على العمل المستمر هو واحد من أهم الأسس للنجاح.
لنتخيل أنك تحاول أن تكون صاحب مشروع ناجح، لكنك تواجه أياما مزدحمة بالمهام والضغوطات اليومية.
لا شك أن هذا التحدي سيجعلك تعيش أياما صعبة، ولكن واقعيين العمل الحر يساوي أن تعمل أكثر وتتحمل ضغوطا وتحديات أكبر من أي شخص.
لكن هناك جانب مثير لاهتمام في هذا المجال هو أنك حالما تضع مشروعك على السكة الصحيحة، فأنت تقريبا انهيت جزء كبير من العمل.
ولتحقق هذا لابد لك من سلوك طريق، طريق النجاح.
جد لنفسك مشروعا يناسب شغفك
إذا كنت مزارعا لا تحاول أن تؤسس عملا مكتبيا، لأنك سوف تعاني من حياة نمطية وكئيبة
النجاح في أي عمل يجب ان يقترن بحبه، لأنك عندما ستحب مجالا ما لابد وأن تبدع فيه، فالشخص الذي يحب الطبخ وقام بتأسيس مطعم له حظوظ كبيرة للنجاح في ذلك
العمل الحر الذي يواكب اهتمامك سوف تعمل فيها لساعات طويلة دون ملل بينما لن تستطيع أن تفعل ذلك في عمل لا تحبه
وهذا العمل الطويل والمريح سوف ينتج تماره أسرع من العمل المضغوط لذلك فإن اول لبنة لنجاح عملك الحر هو أن تؤسسه على أساس ما يثير اهتمامك ويناسب شغفك
الخطة خير من الارتجال
اقتحام مجال عمل معين ومحاولة النجاح فيه لا شك أنه ممكن لكن هذا النجاح قد يسبقه فشل ذريع
لذلك عليك قبل أن تخوض غمار أي عمل شخصي يجب أن تضع له خطة عمل متينة وواضحة
حدد هدفك الرئيسي وفكر في مدى استدامته وقابليته للاستمرار، وقم بتحليل السوق ودراستها وحاول فهم منافسيك وتحديد مكامن القوة والضعف لديهم.
ثم ضع استراتيجية محكمة وتفصيلية خصوصا كيف سوف تسوق منتوجك أو شركتك ومن أين سوف تمول العمل ومن أين ستوفر الموارد البشرية لنجاح ذلك.
ولكي لا تضيع في خطوط الورق ويبقى حلمك مجرد حبر منثور بين صفحات الاحلام، عليك أن تضع مخططا زمنيا تحدد فيه كل خطوة وغلافها الزمني والموارد المتاحة لكل مرحلة.
ثم لا تنسى ان تستشير اهل الاختصاص وفي حالة كنت قادرا على أن تحصل على تدريب مهني في مجال عملك فان ذلك سيكون رائعا.
مثلا ان كنت سوف تأسس مطعما حاول أن تعمل في مطعم ولو لمدة شهرين او ثلاثة حتى تفهم مجال العمل وتحصل على المعلومات اللازمة لتأسس عملك الخاص.
وقبل أن تطرح مشروعك حاول مشاركة بعض من منتوجاتك مع شرائح مختارة من زبنائك المحتملين كان توزع بضع عشرات من البيسكويت الذي صنعته أمام مدرسة او معهد
ومن خلال عملية التوزيع الأولية حاول ان تحصل على انطباع او تقييم من هاؤلاء الزبناء لتعرف مدى نجاح المنتج
وحينما تنتهي من هذه الأمور سيكون عليك أن تظهر نفسك وتأسس مشروعك الخاص
هذا على افتراض أنك قد اخترت المكان المناسب لمشروعك ولأن الموقع جزء لا يتجزء من النجاح
في حالة مصنع فإن وجوده قرب المتاجر والمحلات المستهدفة سيشكل داعما مهما للنجاح.
أما الخدمات فإن موقعها يحدد مدى القيمة حيث لا مجال للحديث عن مطعم شعبي في حي راقي والعكس صحيح أيضا.
حدد السوق المستهدف
لا مجال للحديث عن منتج ليس له سوق لذلك فإن السؤال الأول المطروح قبل تأسيس أي مشروع هو لمن سوف تبيع.
حدد الفئة المستهدفة وبناء على ذلك طور علامة تجارية تواكب هؤلاء المستهلكين المحتملين وذلك يشمل سياستك التسويقية والألوان المستعملة وغيرها.
ودعني أخبرك بشيء جودة العمل المقدم تعطي انطباعا كبيرا لدى المستهلكين أكبر حتى من البهرجة والتسويق، لأن الشخص الذي سوف يتناول طعاما لذيذا وبثمن مناسب وخدمات محترمة
سوف يخبر عنك وسيعود لمطعمك، أما أذا أعطيت زبونك طعاما سيئة واجواء غير محترمة أو معاملة سيئة فأنت تعرف لا شك أنه لن يعود.
بناء العلاقة مع الزبناء واحد من أهم وسائل النجاح في العمل الحر، إذ ان المال هو صنعية العلاقات الجيدة وهذه طبيعة بشرية يجب أن تستعملها لمصلحتك.
التسويق بكل الوسائل
التسويق مهم للغاية في نجاحك التجارية وحتى لو كنت تملك منتجا جيدا لكن الناس لا يعرفونه فإنك لن تحصل على تماره.
الناس يحبون الأشياء الجديدة والمتفردة والتي لها شخصية خاصة، والتسويق يبدا من التأسيس، جد لنفسك طريق خاص في مشروعك.
أي لا تحاول ان تقلد الاخرين وتفعل ما يفعلون وإنما ابتكر لنفسك حلول ووسائل مختلفة، التسويق ليس مجرد اعلان فهناك تسويق بالرائحة وتسويق بالكرم وأخر بخدمة العملاء
ابتكر قدر الإمكان هوية خاصة لمشروعك تجعله يبقى في اذهان كل من يراه او يجربه
احترم القانون لتستمر
عندما تؤسس عملا ناجحا سوف تكون جزء من نظام اقتصادي شامل فيه حقوق وواجبات
الضرائب مثلا والفواتير المتعلقة بالماء والكهرباء والكراء وغيرها كلها أمور قد تبدو كأنها أعباء لا تطاق
لكن ثق بي إن كنت سوف تعاني في دفع التزاماتك ولن تستطيع تجاوز تلك النفقات لتصل الى الأرباح فإنك لم تنجح بعد
اما ان كنت سوف تورط نفسك في ديون لا تدفع وضرائب متأخرة وفواتير غير مدفوعة فإنك بذلك تكون قد أسست مشكلة وليس مشروعا
هذه المشاكل ستجعلك تصل إلى نهاية واحدة وهي خسارة كل شيء وهو أمر لا اريدك أن تصل اليه ابدا
استثمر في نفسك
التعلم المستمر وتطوير المهارات التواصلية والعلمية هو ما سوف يجعلك تنجح بسرعة وتتجنب الخسائر والفشل الذريع.
لان الانسان الذي لا يتوقف عن التعلم هو وحده القادر على ان يتطور اما الذي يركن للخمول والروتين فهو لا يبقى حتى على نفس مكانه بل يتراجع ذكائه ومهاراته
تم ممارسة الرياضة والاكل الصحي ومنح الحب للناس من حولك وإصلاح علاقتك مع الله سيجعلك تحسن كل ما سبق
خلاصة
النجاح في الحياة وصفة تؤخذ كلها أو لا تتحقق ، لأن الكثير من المال وازدهار عملك الخاص هو أمر جميل، غير انه قد لا يقودك للسعادة
الكثير من المال والحرية في التنقل والسفر هو أمر جميل ولكي تنتفع من هذه الثمار عليك أن تحسن التوازن
ذلك الذي يتحقق عبر الايمان والعمل والتعلم المستمر…