بدأت الحكاية في سنة 1985 عندما تطلع الفنان الياباني الكبير هاياوا ميزاكي رفقة صديق دربه الفنان ايزاوا تاكاهاتا لعالم مختلف ينطلق من خيال صاحبه إلى كل بقعة من كوكبنا الكبير

يقع استديو جبلي في مدينة طوكيو عاصمة اليابان وقد حضي هذا الاستديو باهتمام عالمي كبير وحصد العديد من الجوائز اهمها الأسكار بفضل عملين رائعين هما المخطوفة والأميرة مونونوكي

حصل استديو جبلي على اسمه من كلمة ايطالية تعني رياح الصحراء الحارة ، لكن ليس هذا ما يهمنا في هذا المقال إذ نتطلع لاكتشاف أعمال هذا الاستديو لنتعرف على سحره من خلال 7 أعمال رائعة .

قبر اليرعات

إذا كان للبعد الإنساني في الأنمي فلم خاص لكان قبر اليرعات هو ذلك الفلم ، فهو يحاكي حرب اليابان ضد الوليات المتحدة الأمريكية ، حيث يسلط الضوء على طفل ياباني وأخته يكافحون للنجاة أثناء الغارات التي كانت تمطر سماء اليابان أثناء الحرب العالمية الثانية .

فقد تجلت روح الطفولة المضيئة كناية على الأطفال وكان القبر هو تلك الحرب التي تمحو كل الذكريات والأرواح وقد اختصرت معاني الفلم في لقطة بارزة حيث سألت سيتسكو أخاها بعد موت اليرعات المضيئة التي كانت تنير الملجئ : لماذا على اليرعات أن تموت وهي صغيرة ؟

جاري توتورو

في ظل تغيير كبير وطارئ تجد الفتاتان ساتسوكي ومي نفسيهما في منزل قديم يقع بالقرب من المستشفى الذي تعالج فيه أمهما ، ومن هنا تبدأ حكايتهما مع مخلوقات غريبة تشبه الغبار ، هذا الأنمي يبرز عالما مثاليا مميزا للغاية فلا شرير بين مشاهده ولا عنف إنه عمل إبداعي مميز في عالم الأنمي الذي يتميز بالتعقيد والعنف الكبير.

يعتبر فلم جاري توتورو تحفة فنية بكل المقاييس وهو بكل تأكيد يستحق المشاهدة والتمتع بقصته المشوقة رغم ما قد يبدو عنها ، فلا حاجة للمزيد من التشويق الغير مبرر ، لقد تعرفنا خلال هذا الفلم على شخصية استديو جبلي المميزة وهو الكائن شبيه الأرنب الذي يتميز بضخامة حجمه ، هذا الكائن أصبح علامة لا يظهر استديو جبلي من دونها .

كيكي لخدمة التوصيل

تطل علينا الصغيرة كيكي وهي ساحرة تتطلع لتصل إلى سن الثالثة عشر قمرا لتحصل على فرصتها في اكتشاف العالم الفسيح ، وخصوصا دراسة السحر وركوب المكنسة والبحث عن الذات ، حل ضوء القمر المنتظر ولبست فتاتنا ملابس الساحرات وانطلقت جنوبا .

لتجد نفسها أمام عالم مختلف واجهته بشغف وغباء طفولي بحث عن استقرار مؤقت يشبه ما يعيشه طلاب الجامعات في عالمنا ، وقد حضيت كيكي أخيرا بعمل يضمن لها ذلك عبر توصيل الطعام بمكنستها في ارجاء المدينة ، لكن هذه المقتضبات لا تغني عن مشاهدة الفلم لثرائه بمشاهد ممتعة تستحق الاكتشاف .

مطر الذكريات

لا يزال استديو جبلي يقدم التميز في كل عمل يقدمه فهاهو من خلال هذا الفلم يقد دراما واقعية في قالب لطيف وابداعي ، حيث دمج هذا الفلم بين حاضر اليابان في الثمانينيات حيث ذروة الازدهار الياباني وبين الستينيات الذي كانت فيه اليابان تشق طريقها نحو التقدم.

تايكو هي بطلة الفلم وقد كانت تستعيد ذكريات طفولتها اثناء سفرها نحو الريف في موسم الحصاد ، وقد خاص الفلم في كل جوانب شخصية تايكو من ضغوط الدراسة إلى الحب الأول وسنوات المراهقة مرورا بباقي التفاصيل ، وفي نهاية الفلم كانت تايكو أمام نفسها الحقيقية بعد نزهة في الذكريات ومطر شديد لا يكون بعده سوى الشروق .

قلعة في السماء

السماء هي موطن فلم قلعة في السماء هذا بديهي من العنوان لكن الاحداث ليست بتلك البديهية فالفلم يحكي قصة خيالي في عالم يسوده الشر ، شيتا هي بطلة الفلم تحاول حماية جوهرة الاثيروم من القراصنة الأشرار الذي يهاجمون شيتا ويدمرون منطادها لتسقط بقوة نحو المجهول.

لكنها تحصل على قوة خارقة بفضل تلك الجوهرة التي ترتبط مع قلعة في السماء اسمها لابوتا مخفية عن الاشرار لانها تحتوي على كنوز ونفائس لا احد يريدها ان تقع في يد الاشرار.

الأميرة مونونوكي

واحد من بين أفضل أعمال استديو جبلي ، يحكي الفلم قصة قرية منفية تعيش بعيدا عن العالم ، يحرسها الامير اشيتاكا رفقة جيشه القوي ، كل شيء يكون على ما يرام في روتين ممل ،  الى ان يظهر مخلوق غريب يجعل كل المياه الراكدة تتحرك.

هذا الفلم دمج بين البشر والغابة والحيوانات بشكل مميز جعل من الجميع يدور في قالب موحد بين الطبيعة وذاتها في صراع أبدي لا يقف حتى يبدأ في ما لانهاية غير محددة ، فلقد جسدت روح الغابة معنى الموت فأي مخلوق يمس من قبله يموت مباشرة .

ورغم اختفاءه عند  شروق الشمس فهو موجود ولا يفنى ، لا اريد ان اسهب في سرد احداث هذا الأنمي الرائع ولا اريد حرق الاحداث ، فهناك إشارات متعددة للمعنى وضده كالحب والكراهية تجسدت في شخصيات العمل ، الفلم مليء بالتشويق والأحداث المسترسلة والمترابطة بإحكام إنه بلا شك تحفة فنية .

المخطوفة

جائزة الأسكار ليست للجميع ، فهي تمنح للأعمال الأكثر روعة وجمالا في عالم السينما ، فلم المخطوفة حصل على جائزة الأسكار لأفضل فلم أجنبي وهو يستحقها عن جدارة .

فخلال أحداث الفلم التي تبدأ برحلة نحو منزل جديد ، لينطلق بعد ذلك خيال جامح قاد البطلة شهيرو رفقة عائلتها إلى قرية تملئها المطاعم التي تقدم اكلا لذيذا لا يقاوم ، لقد نهم ابويها من الطعام فتحولا الى خنزيرين ومن هنا بدأت قصة المخطوفة التي وجدت نفسها في عالم عجيب تحاول اكتشافه ومغادرته في نفس الوقت.

الفلم يستحق المشاهدة أكثر من مرة فكلما ضننت أنك فهمت القصة تجد نفسك أمام اسقاطات متعددة لكل شخصية على حدا فلا يمكن حسب رأي أن تفهم ما يريد صناع الفلم إيصاله بمجرد مشاهدة واحدة .

خلاصة

كانت هذه سبعة أعمال بارزة سبق وشاهدتها ومازال في جعبة استديو جبلي الكثير من الأفلام الأخرى التي لا تقل اهمية علن ما ذكرته هنا ، فهذا العالم المصنوع في اليابان يحمل الكثير من القيم والخيالات الجامحة التي تستحق وقت المشاهد.