قيل ويقال الكثير عن اليابان، هذه الدولة التي يصح أن يقال عنها عجيبة، أو فريدة من نوعها في العالم، ونعرف أن كل بلد وخصوصياته ومجالات غرابته، بلاد الساموراي هي جزيرة منعزلة في أقصى شرق اسيا، وهذه العزلة التاريخية جعلت من نيبون كما يسميها اليابانيون دولة من أغرب بلاد العالم.

اليابان دولة جميلة وشعبها منظم ومجتهد، كما تزخر بمعمار رائع وطبيعة خلابة، وثقافة غنية ومطبخ لذيذ وصحي، ولأن حرف الواو يأخذنا لنسرد الكثير، دعونا نكتشف كل ما نستطيع عن هذه الحديقة الاسيوية التي تنتج لنا أجمل قصص المانجا ومشاهد الأنمي، إضافة لمختلف الصناعات ذات الجودة العالية.

لكننا هنا سوف نركز على السياحة وجوانب من التاريخ، وبعض من المعمار، فاليابان هي جنة سياحية، لمحبي الألوان والتفاصيل، ذلك يشبه السفر إلى أحد أفلام ميزاكي، دعونا نبدأ نزهتنا في بلاد اليابانيين.

التاريخ الياباني

اليابان من الدول المنعزلة تاريخيا عن باقي العالم، حيث يعد أرخبيل اليابان الذي يقع أقصى شرق اسيا من أكثر الأماكن المنعزلة في العالم، كما عاشت هذه الدولة تحت حكم الإمبراطوريات المحلية طوال تاريخيها وإلى اليوم.

حيث توحدت اليابان تحت ظل الإمبراطور، وتعد مدينة كيوتو هي العاصمة التاريخية لهذه الدولة، وسادت ديانة الشينتو والبوذية على معتقدات السكان المحليين، ومنذ عصر إيدو والتي تسمى الأن طوكيو بدأت اليابان مرحلة الازدهار والسلم في كافة ارجاء الأرخبيل.

وخلال عصر مييجي بدأت اليابان عصر الانفتاح على العالم، ومعه بدأت فترة الحادثة والديمقراطية على الطريقة الغربية، ثم جاء عهد تايشو الذي انطلقت خلاله حروب اليابان على جيرانها، وتميز هذا العصر بحروب طويلة مع الصين، وغزو الدول القريبة.

أما خلال نهاية الحرب العالمية الثانية، واستسلام اليابان بعد الضربتين النوويتين، فقد تحولت هذه الدولة لما هي عليه الان، دولة مزدهرة وجميلة تدعوا للسلام.

الثقافة اليابانية

لليابان ثقافة غنية جدا، حيث أخدت من الطابع الاسيوية والتأثير الصيني، لغويا وثقافيا مع نفوذ كبير للثقافة الغربية الحديثة في مختلف جوانب الحياة اليومية لليابانيين، لكن ما يميز هذا البلد هو أنه يحافظ على هويته الخاصة وسط كل الأثار الموجودة.

يعد الكيمونو هو اللباس الرسمي للشعب، ويتميز بزخرفته وألوانه الزاهية، التي تأخد من الطبيعة المحيطة عنوان للتصاميم الراقية والجميلة، لكن اليابانيين لا يلبسونه كل يوم، بل يعتمدون في لباسهم على الملابس الحديثة، أما في المناسبات الرسمية والأعياد، فإن الكيمونو لا غنى عنه أبدا.

عندما يفكر أحد ما في اليابان، فإن خياله يفكر أولا في الإنتاج الثقافي الياباني خصوصا الشباب، حيث المانجا والانمي تشكل ما نعتقده عن اليابان، من مزيج الالة مع الطبيعة، والطعام والساموراي والنينجا وكل هذه الأشياء.

يحب الشباب خصوصا الفتيات اليابانيات ثقافة الكاواي، حيث انتشرت هذه الثقافة كالنار في الهشيم خلال العشرة سنوات الأخيرة، وجاءت هذه الموجهة مع شهرة الانمي، والان تعتبر الثقافة اليابانية هي الكاواي في نظرة العديد من الشباب، الذين تشكلت نظرتهم لهذا البلد من خلال انتاجها الثقافي.

المعمار الياباني

الهندسة المعمارية التقليدية في اليابان صديقة للطبيعة، إذ أن المكونات الأساسية لكل التحف المعمارية في اليابان، بنية من الخشب والقرميد، وهي ابنية خفيفة وتوفر مساحة كبيرة داخل المنزل، وهذه الثقافة المعمارية جاءت حصرا من الصين واسيا، وهذا أمر عادي إذ يعد النمط المعماري لكل قارة مشترك إنساني.

وخلال حقبة الميجي عرف اليابانيين المعمار الأوربي، وقد قاموا بتطويره على مر السنوات، وصولا للعهد الحديث، ولأن اليابان توجد على خط النار المسبب للزلازل، فإن المهندسين اليابانيين اهتموا كثيرا بتطوير أساليب البناء الحديثة.

تعتبر العمارة اليابانية الحديثة، من بين أفضل العمارات في العالم، بأبنية مضادة للزلازل وتحف معمارية خالدة.

المطبخ الياباني

نيهون ريوري أو المطبخ الياباني، المثير للإعجاب بمكوناته الصحية، التي تعتمد على المأكولات البحرية، والخضار والأرز والأعشاب البحرية، هذه المكونات الصحية تجعل من الشعب الياباني واحد من أطول سكان الأرض عمرا وأكثرهم صحة.

يعد السوشي سفير المطبخ الياباني في كل أنحاء العالم، حيث انتشرت المطاعم التي تقدم هذا الطبق المكون من الأرز والاسماك المدخنة في كل أنحاء المعمورة، كما أن الرامين الأكلة المفضلة للشخصية البطلة في أنمي النينجا المسمى ناروتو، والذي اشتهر بين صفوف الشباب والمراهقين المعجبين بهذا المسلسل، ويتكون الرامين أساسا من المعكرونة والاعشاب والصويا والاسماك.

ولا يمكن حصر المطبخ الياباني في بضعة أطباق شهيرة، فهذا المطبخ الاسيوي الشهيرة يستحق أن يتم تجربة كل جزء منه.

السياحة في اليابان

اليابان هي جنة من الطبيعة الجبلية، والتاريخ العريق والأماكن المتنوعة، دولة ذات طابع حديث وتاريخي في كل زواياه، حيث تتناغم كل عناصر الجمال في بلد واحد، من ثلوج وجبال وبحار ومنتزهات وطعام لذيذ.

تعد السياحة التاريخية في اليابان من بين أفضل الوجهات الاسيوية، خصوصا لمحبي التاريخ الامبراطوري، وثقافة الساموراي والنينجا والسومو والمهرجانات الغريبة والمميزة التي توجد في كل مدن وقرى اليابان.

موسم تفتح الساكورا، والحدائق المنتشرة ومقاهي القطط، إضافة لعدد كبير من الجزر الخلابة المنتشرة على طول الشريط الساحلي للأرخبيل الياباني، حيث سيكتشف السائح القادم لهذا البلد مزيجا رائعا من الحضارة المتناغمة مع التراث والتقدم العمراني والطبيعة.

المواصلات في اليابان

التقدم الصناعي والعمراني في اليابان، ينعكس على المواصلات المتوفرة في كل انحاء الدولة، حيث تتوفر هناك شبكة قوية من القطارات السريعة والتي تأخذك الى كل الانحاء بسرعة تعادل ركوب الطائرات.

كما توجد العديد من المطارات المنتشرة في كل مكان، مع شبكة نقل داخل المدن من الحافلات المجهزة، نهيك عن احترام الوقت في كل وسائل النقل.

المواصلات متوفرة وموجودة وذات جودة عالية ولا تشكل أي مشكلة للسائح القادم إلى اليابان، مع وجود كل أنواع الناقلات البرية والبحرية والجوية.

الفنادق في اليابان

تتنوع الفنادق في اليابان بتنوع الوجهات الموجودة، كما توفر خدمات جيدة للسائح الأجنبي والمحلي على وجه المساواة، حيث توجد فنادق مصنفة ومنتجعات سياحية، أضافة لفنادق الكبسولة الاختراع الياباني الذي وجد طريقه إلى العالم.

وأنت كسائح ليس عليك سوى أن تحدد ميزانيتك وتقرر وجهتك، ثم تصفح تطبيقا أو موقعا لحجز غرفتك وستجد كل المتطلبات التي تريدها، فالإنترنت متوفر في كل مكان وسريع، حتى لو كنت توجد في فندق كبسولة رخيص، أو في فندق خارج المدينة.

المطاعم الياباني

في اليابان يوجد الابداع، وهذا الابداع ينعكس على المطاعم والمقاهي المتوفرة داخل هذا البلد، إن كنت من محبي القطط سوف تجد مقهى يقدم القهوة والحلويات على شكل قطط داخل مقهى كله قطط، وقس على ذلك.

كما تنتشر مطاعم السوشي والرامين والحلويات اليابانية بمختلف أنواعها في كل المدن السياحية، مع وجود المطاعم العالمية مثل كنتاكي وماكدونالد وغيرها، حيث تتنوع المعروضات من الطعام وتوجد رقابة جيدة على جودة الأكل ونظافته، ولا تنسى ألا تدفع البقشيش للنادلين حتى لا تجد نفسك في موقع محرج. 

المدن السياحية في اليابان

تعد العاصمة طوكيو وجهة سياحية عالمية، لكونها حاضرة اليابان الصناعية ولوجود العديد من الوجهات الشهيرة داخلها، مثل طوكيو سكاي تري، وبرج طوكيو، وقصر الإمبراطور، ومتحف جيبلي، و ديزني لاند طوكيو، وحديقة أوينو الشهيرة، وحديقة إنوكاشيرا، وضريح ياسوكوني، وحديقة الحياة البحرية، إضافة إلى اكيهابارا المعروفة بكونها جنة لمحبي الأنمي والألعاب الإلكترونية.

أما العاصمة  التاريخية كيوتو، فإنها وجهة سياحية حضارية لليابان، حيث المعابد والحدائق والقلاع التاريخية، إذ تشتهر المدينة بمعبد كيوميزو، وقلعة نيجو، وضريح ياساكا، ومعبد نانزينزي، و ضريح هيان، ومعبد توجي الجميل، والعديد من المعابد التي تعانق حدائقها التاريخية، مما يجعل كيوتو أشبه بحديقة ومتحف للتاريخ الياباني.

أما أوساكا الشهيرة بمينائها فهي المدينة اليابانية ذات الطابع الحديث، تشتهر بقلعتها، وأستوديوهات يونيفرسال، وحديقة أسماء أوساكا كايوكان، ومبنى أوميدا سكاي الذي يعبر عن حاضر المدينة المزدهر، وبرج الشمس الشهير.

ولا يمكننا حصر المدن المناسبة للسياحة في اليابان، فجزيرة أوكيناوا مثلا تستحق لوحدها أن تزور اليابان لاكتشافها، إضافة مدينة نارا العاصمة القديمة لليابان، وهيروشيما التي نهضت من رمادها لتبهر العالم بجمال وتقدم يثير الإعجاب.

خلاص الرحلة في اليابان

اليابان جنة من جنان الأرض، يعرفها الشباب بإنتاجها الثقافي للكتب المصورة والأنمي والألعاب، ويعرفها الكبار بصناعاتها ذات الثمن المناسب والجودة العالية، ونعرفها نحن محبي السفر بجمال طبيعتها وتاريخها العريق.

كل واحد منا يعرف اليابان من جانب يخصه، لكن الحياة تتميز بجوانبها المتعددة، لذلك يعد الترحال والسفر، الوسيلة المثالية لاكتشاف البلدان والحضارات، اليابان لا شك تستحق الزيارة والاستكشاف.