زرت العديد من الوجهات السياحية، وخلال تلك الرحلات مررت من مواقف كثيرة، تعلمت منها كيف أسافر بـأمان، وهذه خلاصة تجربتي في السفر والترحال.

معايير الخيمة المناسبة

لكل فصل خيمته المناسبة، حيث تختلف أحوال الطقس بين الفصول، لذلك يجب عليك أن تنتبه للخيمة التي بحوزتك، ففي الشتاء يفضل أن تكون الخيمة قوية وبها غطاء خارجي وداخلي مقاوم للماء، إضافة لمانع التسرب في الأرضية، إذ أنه من غير المناسب أن تكون الخيمة غير مغلفة، أو بها كسور في العصيات الخاصة بها.

أما باقي فصول السنة، فإن الخيمة الخفيفة قد تكون مناسبة، مع مراعات وجود فتحات التهوية، لكن بكل الأحوال إن كنت من محبي السفر في كل فصول السنة، فإن اختيار خيمة مناسبة لكل الفصول هو الاختيار المثالي لك.

حيث توجد في الأسواق خيم مناسبة لفصلين أو ثلاثة أو أربعة فصول، واختيارك للخيمة المناسبة يجب أن تبنيه على أساس احتياجاتك، لأن الخيمة المناسبة للشتاء تكون عادة تقيلة مقارنة بالخيمة الصيفية، مع الأخذ بالحسبان عدد الأفراد الممكن دخولهم بها.

وبخصوص عدد الأفراد المناسبين للخيمة، فبحسب تجربتي، تكون خيمة الشخصين أكثر راحة للشخص الواحد ، وخيمة الثلاثة لأثنين، وخيمة الأربعة لثلاثة، وأفضل أن لا يزيد عدد الأشخاص في أي خيمة حتى لو كانت مناسبة لخمسة، أن تقتصر على ثلاثة أشخاص.

أما بخصوص أين تضع خيمتك، فإنه من المتعارف عليه أن لا تخيم في مكان يمر به جرف مائي، أو على طريق مكشوف، أو بجانب نهر جاري، وفي حالة التخييم قرب نهر ما، يفضل أن تبتعد لبضعة امتار وتضع خيمتك فوق ثلة إن وجدت، وأن تنتبه لحالة الطقس والغمام خصوصا إذا كانت السماء ملبدة  بالغيوم ليلا.

ادوات السفر التي لا غنى عنها

قبل أن تبدأ رحلتك، يجب أن تنتبه للأدوات التي تحتاجها أثناء السفر، للإنارة خد لمبة ويفضل أن تأخد أخرى للاحتياط، أو في حالة كنت مسافرا مع أكثر من شخص، فاطلب منهم جميعا أن يجلبوا معهم لمبات.

إضافة لسكين صغير، وأدوات الطهي إن كنت سوف تطبخ بنفسك في المخيم، وحبل قد تحتاجه في الطوارئ وفوطة، وفي حالة السفر صيفا لا تنسى القبعة، أما شتاء فلا تنسى معطفا بلاستيكيا أو مظل.

كما يجب أن تأخد معك أدوات لإشعار النار، الوقيد أو قداحة أو أي أداة مستعملة عندك، مع شمعة أو اثنتين للطوارئ، ثم أهم شيء في رحلتك، الماء احرص على أخذ قارورة معك من المنزل.

 وأخيرا لا تنسى أن تحمل معك مالا أكثر مما تحتاج في رحلتك، المبلغ الأساسي للرحلة، ثم احتياط يمثل كحد أدنى المبلغ الذي تحتاجه للعودة إلى منزلك.

السفر منفرد او مع رفقة ايهما أفضل

السفر وخصوصا التخييم، هو رحلة مع النفس، حيث يسافر الشخص لقضاء وقت ممتع أو للحصول على قسط من الراحة، لذلك فإن طبيعة السفر مع التخييم، تختلف عن باقي أنواع السفر.

لذلك فإن الاختيار الأساسي ينبغي أن يكون مبني على رغبتك الداخلية، لكن السفر مع الرفقة لا يمكن أن نقارنه بالسفر المنفرد، إذ أن غاية كل نوع منهما تختلف جذريا عن الأخرى.

السفر رفقة الأصدقاء يعتبر أكثر أمنا من السفر المنفرد، كما أن تقاسم المهمات والتكاليف يعتبر عاملا مساعدا للاستجمام والاستمتاع بالرحلة، حيث يمكنك أن تحصل على بعض الوقت المستقطع لنفسك لتمشي الى وجهة معينة وتعود للمخيم.

فأنت إن كنت مسافرا وحدك سيكون عليك أن تجهز أكلك بنفسك وتبقى حريصا على الأمن بينما أنت وحيد في البرية، وهذا عكس أن يكون معك أشخاص تتقاسم معهم كل شيء، إضافة لأجواء المخيم وهو مبتهج بالأصدقاء.

الاكل المناسب لبيئات مختلفة

أثناء البعد عن المنزل قد تشكل وجبة خاطئة مشكلة كبيرة لا يمكن حصر أخطارها، لذلك عليك أن تكون حريصا على ما تأكله، فالرحلة التي تتطلب مجهودا ذهنيا وجسديا كصعود قمة جبل، يختلف عن رحلة خفيفة بجوار شلال أو سد.

في حالة صعود قمة جبل أو وجودك في مكان معزول عن البشر، يفضل أن تحمل معك أكلا يبقى صالح رغم الظروف مثل المكسرات والمعلبات بدل الاشياء التي تتلف بسرعة.

أما في حالة المخيم القصير، مثل رحلة للمبيت قرب شلال أو منظر طبيعي، فإنه يكون سهلا أن تحمل معك أكلا عاديا أو شواء، لأن طبيعة الرحلة لا تتطلب حرصا شديدا.

وغالبا جانب الأكل يكون واضحا، إذ أن كل شخص يعرف حقا ما سيوف يأكله، لكن انتبه فقط لتاريخ الصلاحية، وجودة ما تأكل.

الخريطة واكتشاف المكان قبل زيارته

حتى لو كانت رحلتك على بعد عشرة كيلومترات عن مدينتك، لابد لك من اكتشاف المكان وقراءة الخريطة، ومعرفة حالة الطقس وطبيعة المنطقة، إضافة للسكان المحليين وخصوصيتهم.

وهذا ينطبق عن الرحلة التي تكون بعيدة عن موطنك الأصلي، كرحلة دولية مثلا، حيث لا يجب أن تقرر السفر فتنطلق تحت شعار دع المكان يعلمني ما أفعل فيه، هذه الفكرة ليست مناسبة لرحلة أمنة، إذ يجب أن تحرص على معرفة إلى أين أنت ذاهب، لتعرف أولا إن كنت سوف تسافر أم لا.

معرفتك بخليفة المكان الذي سوف تذهب سوف تحدد الفرق بين رحلة أمنة، ورحلة مرتجلة غير محسوبة.

 أعرف أن المغامرة تستهوي جميع الرحالة، لكن المغامرة المدروسة لا تقارن بمغامرة متهورة.

عندما تسافر وأنت تعرف المكان الذي سوف تزوره، سيكون لديك خطة لمواجهة أي خطر محتمل، إضافة لقدرتك على أن تكتشف الأماكن الغير معروفة، وسبل التعامل مع السكان المحليين.

التدرج في المغامرة والاكتشاف

لتكون رحالة محترف، لابد لك من التدرج حيث تزور مناطق محلية قرب مدينتك، ثم أبعد فأبعد، إلا أن تزور بلدان أخرى، وهذه أمر مهم جدا، إذ تأخذنا الحماسة أحيانا لنسافر لمدن بعيدة ونحن لم نكتشف بعد قدراتنا على التكييف والصمود أمام تحديات السفر.

السفر هو رحلة معقدة تغير نفوسنا وتعلمنا الكثير، حيث لا مجال لمقارنة شخص جال الدنيا وشخص لم يغادر مدينته إلا لغرض يعود بعده سريعا للعش الأمن، الرحالة هو شخص شجاع ومغامر ويمكن الاعتماد عليه، لأنه جرب الكثير من التحديات والمواقف التي لا يمكن لغيره أن يعيشها.

لا تنسى ان تكون وجهتك معلومة

إن كنت من محبي الأفلام الأمريكية لا بد أن تذكر ذلك الشاب الذي سافر دون أن يخبر أحد بوجهته، ليجد نفسه محصورا بين جوانب الجبل، بعد أن وقعت صخرة عملاقة على يده، فلا داعي لأحرق باقي الاحداث عن من لم يشاهد الفلم.

الخلاصة من هذا الفلم هو أنك إن سافرات لوجهة غير معلومة، ولم تخبر أحد أنك سافرت لذلك المكان، سنكون في حالة وقع لك خطر ما وهذا خصوصا إن كنت تسافر وحدك، ستجد نفسك دون أي مساعدة، مما قد يعرضك لمخاطر لا تعلمها.

فلا أحد سوف يسأل عنك، وحتى إن غبت وحصل لك شيء، سيكون صعبا جدا أن يعرف مكانك، لذلك فإن الرحالة المحترف يجب عليه أن يحدد وجهته وكم سوف يمضي بها.

ولا تنسى حمل هاتفك وشحن خزان الطاقة (الباور بانك)، حتى لا تنقطع عن العالم.

عش الرحلة كما يجب

كل رحلة تخوض غمارها هي نزهة في الكون، سفر لا يمكن أن يشبه غيره، فحتى لو عدت لنفس المكان لابد أن تختلف كل تجربة عن أختها، لذلك أحرص على أن تعيش رحلتك بكل تفاصيلها.

احتياطات مهمة

قبل أن تخرج من منزلك، لابد أن تتفقد أوراقك الشخصية، البطاقة الوطنية والبطاقة البنكية إن كنت تريد أن تحملها معك، أو نقود الرحلة، ولا تنسى أن تحمل معك نقود كافية للعودة الى المنزل في حالة الطوارئ، ولتكون هذه النقود موضوعة في مكان لا يمكن أن تفقد بسهولة.

كما لا تنسى حمل هاتفك مع الشاحن، وإخبار عائلتك بوجهتك، وقنينة الماء، وباقي الأدوات التي سوف تحتاجها حسب طبيعة سفرك.

خلاصة الرحلة

السفر هو مدرسة ممتعة، حيث يعيش المسافر حياة مختلفة عن الشخص الساكن في مكانه، وخصوصا تلك الرحلة التي تكون وسط الطبيعة، مع إمكانية كبيرة للاعتماد على النفس.

 حيث يكون الرحالة أمام مهمة إشعال النار وإعداد طعامه بنفسه، وربما صيد ما سوف يأكله بنفسه، واكتشاف المكان من حوله.

الطبيعة هي الحياة التي خلقنا لها، أن نعيش وسط الحقول والوديان، بينما كل عيشنا الحضاري أصبح بين جدران جافة، لا تناسب طبيعتنا البشرية وروحنا الحرة، المتطلعة للطبيعة والعيش الحر.