ماليزيا هي جنة جنوب شرق اسيا المشرقة، دولة نعرفها بجمالها ولطف شعبها.
بلاد الملايو ذات الطبيعة الخلابة والثرات التاريخي العريق، حيث تعيش أعراق مختلفة داخل حدود ماليزيا في انسجام وتعاون فريد من نوعه.
ولهذه الدولة حكاية تستحق أن تكتشف، بداية من التاريخ وليس انتهاءا بمرتفعات الكاميرون التي تعرف بسويسرى جنوب شرق اسيا.
التاريخ الماليزي
بدات حكاية ماليزيا منذ العصور الاولى التي استوطن فيها الصيادون والسكان الاوائل لشبه جزيرة الملايو، وهم شعوب كانت تعيش على الصيد ثم الزراعة.
وكان يطلق على بلاد الملايو اسم شبه الجزيرة الذهبية لثراء المنطقة وكثرة خيراتها، وقد كانت شبه جزيرة ماليزيا منطقة مهمة استوطن بها التجار من الهند والصين وشكلوا اول الهجرات المعروفة نحو هذه المنطقة الجغرافية الحيوية من العالم.
وتعد امبراطورية لالانغكاسوكا من اول الدول التي وجدت في منطقة شبه جزيرة الملايو، وقد تعاقبت بعد ذلك العديد من الممالك والسلطنات على الحكم في مختلف اجزاء ماليزيا وصولا للوجود البريطاني الذي بدا في اواخر القرن السابع عشر.
وخلال منتصف القرن العشرين حصلت ماليزيا على استقلالها لتشكل مملكة ماليزيا الاتحداية كما نعرفها الان، وهي دولة اتحادية متعددة الاعراق مع هيمنة واضحة للملايو على الحياة العامة، اضافة للصينين والهنود.
الثقافة الماليزية
لماليزيا ثقافة غنية ومتعددة، فمع غالبية مسلمة تتشكل اساسا من عرقية الملايو، واقليات صنية بوذية وهندية هندوسية، تزخر الثقافة الماليزية بتنوع جميل، فهذا البلد الاسيوي المسلم يحتضن الجميع.
ويؤثر داخل حدود شبه جزيرة الملايو كل عنصر ثقافي على الباقي، لكن ورغم ذلك فإن الزائر القادم الى هذه الدولة سيجد نفسه أمام تنوع واضح المعالم، فالحي الصيني صيني والحي الهندي هندي وكذلك قرى واحياء الملايو.
فالمجتمع الماليزي معتز بثقافته الخاصة، مع احترام تام لباقي الثقافات، كما ان عادات كل عرقية من اعرق ماليزيا تختلف عن الاخرى، حيث يعرف على الصينين نشاطهم في التجارة والهنود كحرفيين والملايو كأناس معتزين بدينهم وذو أخلاق عالية ومهيمنين سياسيا.
المعمار الماليزي
تتنوع الروافد المعمارية لماليزيا، فمع وجودها في اسيا ورابطتها الحضارية مع الاسلام، يعتبرالمعمار الماليزي مزيجا من المعمار الاسيوي والاسلامي.
حيث تبنى المساجد على الطراز الاسلامي، بينما تنتشر في القرى الانماط المعمارية الاسيوية، اما المدن الحديثة فإن طرازها المعماري غربي بامتياز، مع وجود تأثير واضح للنمط الاسيوي، كما هو الحال مع البرجين التوائم (بيتروناس).
في ماليزيا يوجد تنوع معماري بتنوع العرقيات، لذلك ستجد المعمار الصيني والهندي والعربي مع الانماط الحديث، مشكلين معا مزيجا من الجمال والاناقة ومبرزين للتنوع الحضاري هناك.
المطبخ الماليزي
يشتهر المطبخ الماليزي بمكوناته ذات الاصول الهندية والصينية، حيث يوجد تأثير كبير لهذين المطبخين على الأطباق الماليزية، لكن هذا التاثير لا ينفي وجود التنوع والتميز بين اطباق مختلف العرقيات في ماليزيا.
فالملايو يعتمدون في اكلهم على المنتجات الحلال، وهم في ذلك صارمون للغاية، كما تتعد المكونات التي تستعمل في الطعام الماليزي، فاللحوم الاساسية المستهلكة هي الدواجن والأسماك اضافة الى لحم البقر.
وفي المجمل ياكل الماليزيون الارز والمعجنات والخبز، مع الكثير من الخضار والبهارات، تشتهر بعض الاطباق عند كل عرقية على حدا، فالصينيون مثلا يحبون طبق لولوك وهو مزيج من اللحوم المطهية على البخار او مشوية.
الشعب الماليزي يحب كثيرا الاستمتاع بالطعام، وهم يتناولون الارز في كل الوجبات، كما يحبون الدجاج المقلي جدا، لدرجة ان مطاعم الدجاج المقلي اكثر شهرة من غيرها هناك.
السياحة في ماليزيا
ماليزيا بلد يستحق أن يزار أكثر من مرة، فهذا المكان الرائع لا يمكن أن ينسى كما لا يمكن أن تستمتع به بمجرد زيارة واحدة، فجمال الطبيعة والبحار والمدن وعراقة التاريخ والثقافة، لابد لها من أن تسحر الزائر وترغبه في أن يعود.
ماليزيا من الدول الغير مكلفة للسائح، حيث سيجد الشخس القادم لهذا البلد الاسيوي كل اصناف الترفيه المناسبة لميزانيته، فمع عديد الفنادق المتنوعة والمطاعم، سيجد الكثيرين أماكن تناسب ما يرغبون به وفق مستواهم.
توجد في ماليزيا العديد من الوجهات الرائعة، فالعاصمة كولالمبور تتمتع بجاذبية سياحية مذهلة، حيث يمكن للزائر أن يرى ما يعجبه من تقدم حضاري، اضافة الى اماكن الترفيه المتعددة، كما تشتهر مرتفاعات الكاميرون ذات الطبيعة الخلابة، ومثلها الكثير سواء في البر الرئيسي أو الجزر الماليزية.
الموصلات في ماليزيا
ماليزيا هي مركز المواصلات في جنوب شرق اسيا، وهي بلد قريب جدا لاشهر الوجهات السياحية هناك، حيث يمكنك زيارة التايلاند واندونيسيا والفلبين وكمبودية والفيتنام ولاوس بسهولة وثمن مناسب.
اما المطارات فهي منتشرة في كل انحاء ماليزيا، مع شبكة قوية من الطرق والقطارات السريعة، ومحطات المترو المتواجدة في كل مكان، مع اسطول كبير من الحافلات وسيارات الطاكسي.
ماليزيا واحدة من أفضل الدول في مجال المواصلات، حيث تتوفر على بنية تحتية هائلة، ووسائل نقل مريحة وذات جودة عالية.
الفنادق في ماليزيا
توجد في ماليزيا منتجعات فاخرة مطلة على أجمل المناظر الطبيعية، كما يوجد بها فنادق الكبسولة المعروفة بثمنها اليسير، وفي مختلف المدن سيجد السائح مكان ينام فيه وذلك حسب ما يريد وفق لمزيانيته.
حيث توجد الفنادق المصنفة وغيرها، وهذه الفنادق لا شك نظيفة وتقدم حفاوة الاستقبال ومعايير السلامة، والشعب الماليزي معروف بلطفه وترحيبه بالسياح.
المطاعم في ماليزيا
في ماليزيا توجد مطاعم من كل أنحاء العالم، وهذه ليست مبالغة فالسياح الذين يزورون ماليزيا، سيجدون أنفسهم أمام مطعم كبير مترامي الأطراف، حيث توجد مطاعم عربية واخرى هندية ثم المطاعم الصينية وغيرها من المطاعم.
المطاعم في ماليزيا تعتبر لوحدها تجربة خاصة، فماليزيا مناسبة جدا لسياحة الطعام، حيث يمكن أن تجد مطعم تايلاندي في شارع وأمامه مطعم مغربي، وبالتالي فيمكن للسائح أن يجرب المطعمين وهو مازال في نفس المنطقة.
الشعب الماليزي يحب الأكل ويقيم له العديد من الاحتفالات، كما يحبون أكل الشوارع والأكل خارج المنزل، فالمطاعم الماليزية منتشرة بكثرة وهي تنافس باقي المطاعم الموجودة، كما تقف المطاعم العالمية بدورها في القائمة.
لا جوع في ماليزيا، فالمطاعم منتشرة واتمنتها مناسبة وكذلك مستوايتها واختلاف زبنائها، لذلك فإن السائح الذي ينوي زيارة ماليزيا كوجهة قادمة، فيفضل له أن يضع ميزانية خاصة ليتعرف من خلالها على مختلف المطاعم العالمية، ولا تنسوا زيارة شارع العرب الذي يقدم الطعام العربي في وسط كولالمبور.
المدن السياحية في ماليزيا
السياحة في ماليزيا هي نزهة وسط الحضارة المزينة بالطبيعة الخلابة، حيث يتعايش الناس مع الألوان الزاهية للنباتات وتناسق المعمار مع الطبيعة، فالعاصمة كولالمبور تقع وسط الحدائق والبنايات الجميلة، حيث تشتهر ببرجي التوام ومنارة كولالمبور.
أما مدينة جورج تاون، فهي تحفة تاريخية تحمل داخلها العديد من الحكايات والاماكن الجميلة، مثل متحف الطعام العجيب ومسار جورني درايف ومعرض الفنون وحدائق بينانج النباتية.
كما تعتبر لانكاوي بشواطئها وغابتها المطيرة من أجمل الوجهات السياحية في ماليزيا، ومدينة ملقا بمسجدها الرائع المسمى كامبونغ كيلينغ وسوقها الليلي، وجزر فرهنتين التي يمكنك أن تستمتع فيها بالغطس مع السلاحف، والاستمتاع بالشواطئ الرائعة.
ثم مرتفعات الكاميرون التي تعد منتزها خلابا وسط الطبيعة الغناء، وتشتهر مدينة كوشنج التي يوجد بها قصر استانا وحصن مارغريتا ومتحف القطط، والعديد من الوجهات الأخرى، التي تقدم مزيجا بين الطبيعة الجميلة وجمال التاريخ والثقافة.
خلاصة الرحلة في ماليزيا
السياحة في ماليزيا هي عصارة من مزيج اسيوي عربي، حيث تتشابك الثقافة المليزية الأسلامية مع باقي العرقيات المتواجدة بها، حيث يمكن للسائح أن يرى بعينه مزيجا من التنوع والتسامح في نفس المكان.
ولعشاق الطبيعة والثقافة والاستجمام، تعتبر ماليزيا جنة لمثل هذا النوع من السياحة، كما لا ننسى الطعام المتنوع والذيذ الذي يقدم في طبق عالمي مذهل، ففي شارع واحد قد يأكل الزائر طاجين مغربي وبرياني هندي ونودلز صيني ودجاج مقلي من واحد من المطاعم العالمية المشهورة وقد تقدم كل هذه الأطباق مع الارز.
كما يشتهر الشعب الماليزي بتسامحه الذي يرافق اعتزاز كبيرا بالذات وحب الوطن، زيارة هذا البلد تعني شيء واحد فقط أنك سوف ترغب في العودة لا شك، فلا أحد زار ماليزيا ولم يقع في حبها.