حينما كنت طفلا كان العالم بالنسبة لي صغير جدا، وبسيط أيضا ويمكن تغييره للأفضل بمجرد كتاب، لكني الآن أدرك كم كنت مخطأ.

زكرياء فرحات

 بل ساذجا.. فأنا لا أعرف هذا العالم، فكيف لي أن أغيره!؟

أدرك أن الكثير من الناس رغبوا في جعل عالمنا مكان أفضل، منهم من يئس ومنهم من لازال يحاول، وهناك أيضا من نجح في إحداث بعض من التغيير.

 بينما أنا في حيرة من أمري ولا أعرف ماذا أفعل، بل لا أعرف حتى ما أريد.

عالمنا يمضي ويتغير بسرعة، تلك الحروب والأزمات والمعاناة التي يعيشها جزء ليس باليسر من الناس، في مقابل فئة أخرى تنعم بالخير والرفاهية.

 لكن لماذا لا ينعم الجميع بالخير!؟

 لسنا في المدينة الفاضلة وهذا أمر مؤكد، نحن نعيش في كوكب الأرض، ولست هنا لأعطي الرأي فيما يحدث، أنا فقط أتسال وأبحث عن إجابات.

 أريد أن أتواصل مع بني جنسي، مع الناس، مرحبا أيها العالم، مرحبا أيها الناس.

 كيف حالكم أمُل أن تكونوا جميعا بخير وصحة…

 أنا مواطن من العالم لا أحبذ الحواجز والحدود وأريد أن أتواصل معكم أينما كنتم، لدي سؤال أو بضعة أسئلة وأريدكم أن تجيبوني على ما استطعتم منها…

 لماذا كل تلك الحروب!؟ لماذا العنصرية طالت القلوب!؟  ماذا حدث للبشر!؟  أريد جوابا!؟

  لماذا صرنا نكره بعضنا!؟  لماذا نضع الحواجز بين حدودنا وننشر الكراهية بين شعوبنا!؟

 ما الفرق إن كنت أسودا أو أبيض !؟

لقد كنت أنظر في صور الشعوب، تلك الوجوه البديعة من آسيا وإفريقيا وأروبا وأمريكا وأستراليا، كل الناس يملكون مشاعر، ضحكاتهم وأحزانهم تتشابه.

 كل الأطفال يملكون قلوبا نقية تخلو من العنصرية والكراهية، الشر ليس هو الأصل نحن البشر خلقنا لنكون أخيارا.

 لكن المعاناة التي يعيشها كل شخص منا هي التي تشوه قلبه وتجعله يسلك طريق الشر، وليس كل من يعاني هو شرير.

فالظروف الصعبة تصنع إنسان أكثر قوة، ولا يمكننا أبدا أن نصنف البشر على أنهم إما أشرار أو أخيارا.

 ففي داخل الخير يكمن الشر وفي داخل الشر يكمن الخير، سلوكك تجاه غيرك من الناس هو الذي يحدد من تكون ،  أيها العالم إنني لا أعرف بعد لماذا علينا أن نصنف حسب اللون أو الدين أو الجنسية.

 نحن بشر وفي داخلنا دماء حمراء تتدفق نحو أعضائنا واهبة لنا الحياة.

 كل إنسان يطمح ليكون غده أفضل، ويسعى نحو السعادة ولم أصادف من قبل شخص يريد أن يكون تعيسا، هذا لأن الإنسان بفطرته يبحث عن الرخاء.

 هناك أكثر من 8 مليار إنسان على كوكبنا، وهؤلاء الناس ليسُ مجرد أرقام، فلكل واحد منهم شخصية مستقلة ووجدان مختلف.

 لكل منا نحن البشر أحلام ورغبات، قد تكبر وقد تصغر لكنها تبقى جميعها تستحق أن تتحقق.

 تتغير ألواننا ولغاتنا باختلاف مناطقنا الجغرافية، وثقافتنا تتنوع بحسب تاريخ كل شعب وحكايته الحضارية.

 لكننا جميعا نستحق الحياة وكلنا ننتمي لنفس الكوكب ونفس العرق، نحن بشر ويجب أن نقول لبعضنا مرحبا بقلوب صافية.

لأننا نحتاج لنتعايش مع بعضنا ونقود عالمنا نحو الازدهار والتقدم، أيها العالم أعرف أن كلماتي قد تكون ضعيفة أو متناقضة في بعض الأحيان.

 فأنا لست شخص يعرف كل شيء، أنا فقط أقول مرحبا أيها العالم فهل من مجيب؟